الخميس، يونيو ١٤، ٢٠٠٧

زيارة النبى صلى الله عليه وسلم من أفضل القربات

زيارة النبى صلى الله عليه وسلم من أفضل القربات ، وقد اشتهر عن الشيخ ابن تيمية إنكارها ، حتى تبعه جهلة عصرنا هذا فيذهبون إلى الحج والعمرة ولا يكلف أحدهم خاطره بنزول المدينة وزيارة النبى صلى الله عليه وسلم ، ويتدينون الله بذلك ، والله هو يحاسبهم ، وقد قام العلماء قديما وحديثا بالإنكار على هذه القولة المستشنعة من ابن تيمية ومن قلده ، وعلى رأسهم شيخ الإسلام تقى الدين السبكى فى كتابه القيم : شفاء السقام بزيارة خير الأنام ، طبع مرارا ، وقد بين فيه مذهب الفقهاء فى الزيارة الأئمة الأربعة وغيرهم ، وقد جعله على عشرة أبواب ، ذكر فى الأول الأحاديث الواردة فى الزيارة ، وفى الثانى الأحاديث الدالة على ذلك وإن لم يكن فيها لفظ الزيارة ، والثالث فيما ورد فى السفر إليها ، والرابع فى نصوص العلماء على استحبابها وبيان أن ذلك مجمع عليه بين المسلمين ، والخامس فى تقرير كونها قربة ، والسادس فى كون السفر إليها قربة ، والسابع فى دفع شبه الخصم وتتبع كلماته ، والثامن فى التوسل والاستغاثة ، والتاسع فى حياة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، والعاشر والأخير فى شفاعة النبى صلى الله عليه وسلم ، قال شيخ الإسلام السبكى : ((وضمنت هذا الكتاب الرد على من زعم أن أحاديث الزيارة كلها موضوعة وأن السفر إليها بدعة غير مشروعة ، وهذه المقالة أظهر فسادا من أن يرد العلماء عليها ، ولكنى جعلت هذا الكتاب مستقلا فى الزيارة ، وما يتعلق بها مشتملا من ذلك على جملة يعز على طالبها ، وكنت سميت هذا الكتاب (شن الغارة على من أنكر سفر الزيارة) ، ثم اخترت التسمية المتقدمة (يعنى شفاء السقام فى زيارة خير الأنام) واستعنت بالله وتوكلت عليه ...)) والله أعلم ، فاللهم اشف سقامنا بحبك وحب نبيك ، وارزقنا زيارته وزيارة بيتك زيارة متتابعة لا تنقطع حتى نلقاك على الكتاب والسنة .

الاثنين، يونيو ١١، ٢٠٠٧

الأحاديث فى مجالس الذكر صحيحة بل متواترة

عن النبى صلى الله عليه وسلم : ((الأنبياء كلهم يدخلون الجنة قبل سليمان بن داود بأربعين عامًا وإن فقراء المسلمين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بأربعين عامًا وإن صالح العبيد يدخلون الجنة قبل الآخرين بأربعين عامًا وإن أهل المدن يدخلون الجنة قبل أهل الرُّسْتَاق بأربعين عامًا لفضل المدائن والجماعات والجمعات وحِلَق الذكر وإن كان بلاء خصوا به دونه)) .
أخرجه الطبرانى (20 / 77 ، رقم 142) . قال الهيثمى (8 / 105) : ((فيه على بن سعيد الرازى ، وهو لين ، وبقية رجاله ثقات ، وفى بعضهم خلاف .
والحديث مخرج فى جامع الأحاديث برقم (10586) .
وقد ذكرنا هناك أن الحلقات والمجالس التى يذكر فيها اسم الله تعالى ، بأى صورة من صور الذكر ، سواء كان ذكرا صريحا محضا خالصا كما يفعله القوم فى مجالسهم ، أو بما يشمل ذكر الله كمجالس العلم ، وتخصيص الحديث بالصورة الأخيرة وقصره عليها كما يقوله المنكرون من التخصيص بلا مخصص وهو باطل ، بل فيه استنباط معنى يكر على النص بالبطلان ، وهو باطل أيضا ، كما هو مقرر فى علم أصول الفقه ، فإن منطوق النص الصريح دال على فضل مجالس الذكر المحض ، والأحاديث واردة فيها أصالة ، وإدخال غيره فيها كمجالس العلم من باب التعميم ، أو القياس ، وإبطال المعنى الذى وردت فيه النصوص أصالة من أعجب التصرفات ، والتجرؤ على القول بأن مجالس الذكر لا دليل عليها ، هو افتراء على الله ، وما ورد عن بعض السلف فى هذا إنما هو لتعميم المعنى على ما يشمل ذكر الله كمجالس العلم ، وليس لقصره ولا لتخصيصه على هذه الصورة أو تلك ، والأحاديث فى مجالس الذكر صحيحة بل متواترة ، وقد أفرد الإمامان الجليلان السيوطى واللكنوى هذا الموضوع بالتصنيف ، وجمعا أدلته إسكاتا للمنكرين فى رسالتيهما : نتيجة الفكر فى الجهر بالذكر ، وسباحة الفكر فى الجهر بالذكر ، فانظرهما فإنهما نفيستان ، نعم يقع فى بعض مجالس الذكر تجاوزات ، وخروج عن بعض الآداب ، وربما يقع شىء من البدع ، نسأل الله أن يبصر القائمين عليها بذلك حتى يكتمل لها الفضل بالالتزام التام بالكتاب والسنة أصلا وفرعا وأدبا ، والله أعلم .

الأربعاء، يونيو ٠٦، ٢٠٠٧

التصوف الحقيقى - الإمام السيوطى نموذجا

التصوف الحقيقى المبنى على الكتاب والسنة هو ذلك المشرب القلبى والروحى الجميل الذى ينبغى للمسلم أن يأخذ بحظه منه ، وليس للصوفية الحقيقيين شغل سوى القيام بحقه سبحانه ، والرجوع إليه من كل زلة ، وأول طريق التصوف الصدق مع الله تعالى ، وبناؤه على فراغ القلب من سوى الله تعالى
وإذا كان التصوف بهذه المثابة فما كل هذا الجدل الذى دار حوله بين المتخصصين وغير المتخصصين ؟ بين المصلحين ومدعى الإصلاح ؟
وقد تناولنا هذه القضية بشىء من التفصيل فى مقدمة جامع الأحاديث ، كما يمكن الاطلاع عليها من خلال صفحات العنوان ذاته : (http://esamanas.googlepages.com/التصوفالحقيقى-الإمامالسيوطىنموذجا-مقتطفم)

الأدب مع النبى صلى الله عليه وسلم - الإمام السيوطى وقضية نجاة والدى النبى نموذجا

تعتبر هذه القضية من أشهر القضايا التى أثارها الإمام السيوطى وجال فيها جولات ناجحة ، وأثرت على الجماعة العلمية بعد الإمام السيوطى ، كما أنها أحد القضايا التى عبرت بشكل قوى عن مدى تعلق الإمام السيوطى بجناب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، والتى نضج فيها منهج السيوطى العلمى ، واكتملت فيها شخصيته العلمية بكل أبعادها الأصولية والحديثية والفقهية ، وقد ألف فى ذلك عدة رسائل .
وهذه القضية تعبر عن أدب العلماء الذين نقل عنه السيوطى ووافقهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتحريهم رضاه وعدم إذايته ، وقارن ذلك بصنيع المتهورين من متمسلفى اليوم من الجزم بعدم نجاتهما والتصريح بذلك فى المؤلفات والرسائل وعلى ظهور المنابر ، ويتدينون الله بإعلان ذلك والجهر به ؟!
وهذا الأدب هو ما أكدته الأحاديث والآثار المروية فى الباب .
ومما ورد فى الباب قوله صلى الله عليه وسلم (( أيها الناس أى أهل الأرض تعلمون أكرم على الله قالوا أنت قال فإن العباس منى وأنا منه لا تسبوا موتانا فتؤذوا أحياءنا)) ، والحديث مخرج فى جامع الأحاديث برقم (10406) من طريق أخرجه أحمد (1 / 300 ، رقم 2734) ، والنسائى (8 / 33 ، رقم 4775) ، وابن سعد (4 / 24) ، والطبرانى (12 / 36 ، رقم 12395) ، والخطيب (4 / 101) । وأخرجه أيضا : الحاكم (3 / 371 ، رقم 5421) بنحوه ، وقال : صحيح الإسناد ، ووافقه الذهبى . وفيه : ((أن رجلا من الأنصار وقع فى أبٍ للعباس كان فى الجاهلية فلطمه العباس فجاء قومه فقالوا والله لنلطمنه كما لطمه فلبسوا السلاح فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فصعد المنبر ...)) .
قلنا : الحديث يدلنا على ما زال العلماء يوصون به من التأدب مع النبى صلى الله عليه ، وقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم الأمر بهذا الأدب فى حق غيره فكيف يكون الأمر فى حق آبائه صلى الله وسلم عليه ، فسيأتى حديث ((يأتيكم عكرمة بن أبى جهل مؤمنا مهاجرا فلا تسبوا أباه فإن سب الميت يؤذى الحى ولا يبلغ الميت)) ، وأن من أذيته الوقوع فى آبائه حتى من مات منهم فى عهد الجاهلية ، وهو ما أغرم به كثير من المتمسلفين قديما وحديثا ، وقلبوا الأمور فجعلوا الوقوع فيهم وذكرهم بما يسوء رسول الله صلى الله عليه وسلم دينا يتدينون الله به ، أفلا يخشون قوله تعالى {إن الذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم} [ التوبة 61] ، وكان للإمام السيوطى رحمه الله عناية كبيرة بدفع غلواء هؤلاء وسوء أدبهم ، وقد أشرنا إلى جهوده فى المقدمة ، فاللهم ارزقنا الأدب . والله أعلم .
وقد تناولنا هذا الموضوع بشىء من التفصيل فى مقدمة جامع الأحاديث ، كما يمكن الاطلاع عليه من خلال موقعنا الشخصى : (http://esamanas.googlepages.com/الإمامالسيوطىوقضيةنجاةوالدىالنبىصلىاللهع)